في الواقع كل سياسات ترامب مثيرة للجدل، لا أعلم صراحة ما الذي يدور في رأس هذا الرجل ولا أدري إن كانت قراراته من نفسه أم هناك جهات لها مصالح معينة توحي لترامب بهذه القرارات لأنها تخدم مصالحها لأنه واضح أن هذه القرارات لاتخدم مصالح الولايات المتحدة ولكن ربما تخدم مصالح أفراد أو مؤسسات معينة.
قرار قطع العلاقات لا يمكن ان يكون شاملا بسبب ترابط العلاقات بين الشعبين خصوصا الولايات على طرفي الحدود لذلك قد يرد ترامب باجراءات جديدة كرد على قرار قطع العلاقات و لا اعتقد انه سينردد في التأثير على كندا عبر وكلتئها في الخارج للمزيد اضعافها.
أظن أن ماقاله الاخ يحيا يكمل بإمتياز ما ذكره الاخ كاڤلخ(kavelj) و إضافة على ذالك فترمب قبل أن يكون رجلاً سياسيا فهو رجل أعمال إنتزاهي يتعمد ردود الافعال لخدمة مصالحه أو نفوذه تحت عنوان (الفوضى تخلق الفرص)
فكما رأينا مؤخرا فالقاء الذي جمعه مع الرئيس الاوكراني فهو لم يكتفي بالتهجم عليه بل اهانه امام الملئ لإرضاء الطرف الروسي
فعلى كل حال ستتضح مع مرور الزمن الغاية وراء كل خطواته الجريئة و الوقحة والامر الأكثر تشويقاً، كيف سوف يتعامل مع عواقبها؟
سياسة الولايات المتحدة في استخدام الضرائب الجمركية للضغط على خصومها في السوق العالمي. هذه السياسة بدأ استخدامها مع بداية عهد باراك اوباما في الفترة الرئاسية الأولى التي فاز بها و تواصلت هذه السياسة طيلة فترة حكمه ثم واصل كل من ترامب و بايدن بعد ذلك استخدامها كورقة ضغط. الجدير بالذكر انه لم يكن يتم فرض زيادات حادة لكي لا يتأثر السوق الداخلي و الزيادات تكون متواترة بنسب معقولة، و لا تأخذ حيزا كبيرا في الساحة الاعلامية فيتناولها محللو الاقتصاد دون ان ينتبه لها الرأي العام. المختلف هذه المرة انه يستخدم نفس ورقة الضغط في تكملة لنفس السياسة و لكن بوضوح اكبر في ما يشبه اقحام بعض الدول في مواقف محرجة لتقديم تنازلات من المفترض انها هي ما سيخدم حقا المصالح الامريكية.
اذا نجحت كندا في الخروج من ازمة الفراغ الذي سيخلفه غياب الشركات الامريكية عن اسواقها و كل ما سينجر عنه من ازمات اخرى، فاني لا استبعد ان يلجأ ترامب لخيارات اكثر جنونا. اذا كان بوتين غزا اوكرانيا بدون وجه حق و نجح في ضم اقاليم هامة، فما الذي سيمنع ترامب من خوض نفس المغامرة. مشكلة اخرى ان ترامب فتح اكثر من جبهة في وقت واحد و لهذا تبقى شكوك بشأن قدرة اقتصاده على الصمود طويلا.